وفاته حولت أفراح القطيف الى أتراح
المرحوم "درويش" حقق إنجازا نادرا بالتأهل مع 3 أندية واللعب مع المنتخب السنغالي
ياسر السهوان - تصوير / علي ابوخليل
صالح درويش
لم يكن يدر بخلد أي متابع لتصفيات بطولة المملكة لأندية الدرجة الثالثة لكرة القدم، والتي اختتمت قبل أسبوعين بتأهل أندية الصفا والترجي والسلام الى دوري أندية الدرجة الثانية، أن أحد ابطالها سيغادر الحياة قبل أن يواصل إحتفالاته مع باقي الأبطال، ولكنه قدر الموت، الذي حول إحتفالات الفرح الى حزن، عندما أعلن يوم أسى على الرياضيين في محافظة القطيف التي خيم عليها الحزن، فور سماعها نبأ وفاة الحارس المخضرم صالح آل دروريش.
وكان الاف المشيعين قد حملوا عصر السبت ماقبل الماضي الموافق لـ11 جمادى الأخر نعش البطل المغفور له الى مثواه الأخير، وسط حضور رياضي كبير يتقدمهم رؤساء أندية المحافظة ولاعبي فرق كرة القدم في الأندية والحواري.
وكان المرحوم صالح بدأ حياته الرياضية في نادي مضر بالقديح مسقط رأسه، وكان أحد أبرز اللاعبين الأساسيين الذين قادوا الفريق الى دوري الدرجة الثانية قبل 12 عاما تقريبا الى جانب زملائه رضا الجنبي وحسن ابو شاهين وحسين الغاوي وحسين المطرود وغيرهم، وبعد هبوط الفريق الى دوري المناطق، وقبل 7 أعوام عاد درويش ليسجل إسمه من جديد في قائمة أبطال نادي النور، عندما تأهل مع فريقهم الى دوري الدرجة الثانية من جديد.
وبعد 3 أعوام قضاها في نادي النور تحت قيادة المدرب رضا الجنبي قرر المرحوم درويش ترك اللعب مع الأندية والتفرغ للحواري مع فريق العربي من العوامية أحد اشهر واقوى الفرق، والذي كان بوابته للعودة من جديد لتسجيل رقم قياسي وتحقيق إنجاز جديد مع ناد أخر وهو السلام الذي صعد معه هذا الموسم الى دوري الدرجة الثانية في اول موسم يلعب له، ليصبح أول لاعب قطيفي يحقق هذا الإنجاز مع ثلاثة اندية مختلفة.
وقد لايعلم الكثيرين أن هذا الحارس البارع قد لعب في عام 1420 مع منتخب السنغال في مواجهتهم ضد المنتخب السعودي في اللقاء الذي أقيم على استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، عندما حضر الفريق لمواجهة المنتخب وديا ولم يكن لديه حارس مرمى، فطلبوا من إدارة المنتخب ترشيح أحد حراس المنطقة المعروفين، ليقع الإختيار على صالح درويش، ولكن مدرب السنغال إعترض على الأمر في البداية بعد علمه أنه حارس احد أندية الدرجة الثانية.
وبعد تألق درويش في تلك المباراة، وصده للعديد من هجمات اللاعبين السعوديين الدوليين، قدم مدرب السنغال لمدير المنتخب الأمير الوليد بن بدر إعتذاره على إعتراضه في بداية الأمر، مبدياً كامل إعجابه بالحارس الذي تألق في اللقاء بحسب رواية إداري نادي مضر علي العبد الرزاق.
ووصف العبد الرزاق وفاة درويش بالفاجعة الأليمة على نفسه ونفوس جميع إداريي نادي مضر الذي بدأ فيه حارس المرمى صالح درويش منذ صغره في مرحلة الناشئين وحتى الفريق الأول، قبل أن يتوجه للعب مع نادي النور، يقول " تعاملت مع المرحوم سنوات طويلة، كان يتمتع بأخلاق عالية جدا،ً ويحمل الأمانة، ويقدر المسؤولية، ويحترم الصغير والكبير، ويحترم كل المسئولين وكل من يتعامل معه، رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته وربط على قلب والديه وأسرته وأبنائه بالصبر والسلوان وحشره الله مع محمد وآل محمد".
المرحوم يتصدى لأحدى الكرات خلال لقاءهم بفريق الترجي في التصفيات الأخيرة
الحارس درويش يتقدم زملاءه في الدخول لأرضية الملعب في أخر بطولة يلعبها في حياته
الأربعاء مايو 25, 2011 8:44 pm
